أثر القيادة الخادمة في تحقيق الثقافة التنظيمية في البنوك التجارية اليمنية العاملة في محافظة إب ([1])
|
أ. نزيهة محمد أمين عبدالجليل
باحث ماجستير-جامعة الجزيرة -الجمهورية اليمنية
|
المقدمة:
يؤدي التقدم العلمي والتكنولوجي والتطور الاجتماعي الذي تعيشه أي دولة حديثة إلى اتساع نطاق عملها ونمو نشاطاتها الذي أمتد إلى مجالات وقطاعات متعددة كالصناعة والتجارة والزراعة والخدمات الأخرى، وبالتالي وصفت أي دولة حديثة في هذا السياق بدولة الإدارة التي تسعى إلى تحقيق الرفاهية والرخاء للمواطنين، وقد أدى هذا الوضع إلى زيادة الحاجة إلى إدارة ديناميكية مرنة قادرة على مواجهة التحديثات والتطورات السريعة المتلاحقة وإلى نوع من الأفراد يكون لديهم المهارة الإبداعية والخبرة في إدارة الجهاز الإداري للمنظمات وأن الحاجة إلى أنماط قيادية أخلاقية والتي تتمحور حول الموظفين وأصحاب المصالح قد تكون القيادة الخادمة من أفضلها كونها تقوم بتحويل القيادة إلى مفهوم أكثر شمولية بحيث يتضمن سلوكيات وممارسات إيجابية وأخلاقية وأكثر فاعلية من شأنها توفير بيئة داعمة للتنمية البشرية فالقيادة الخادمة تعطي الأولوية للرعاية وتقديم الخدمة والسلوك الأخلاقي والتعاون من خلال التواصل مع الآخرين, ذلك أن الهدف الأسمى للقائد الخادم هو رفاهية المنظمة وخدمة العاملين فيها بإتباع أسلوب قيادي يعمل على بناء علاقات قوية وآمنه بين العاملين داخل المنظمة.
ومن هنا نجد أن عملية التغير الثقافي هي عملية تمهيد لأي تغيير أو تطوير تنظيمي، فالمنظمات التي تسعى إلى البقاء يجب أن تعترف بحقيقة مهمة تشير إلى أن بقاء المنظمة على نفس القيم والمعتقدات الثقافية هي قضية غير صحيحة؛ لأن كل عصر وبيئة تحتاج إلى ثقافة تنظيمية ملائمة؛ لأن الثقافة التنظيمية هي بمثابة قوة محركة للسلوك الفردي والجماعي داخل المنظمة، فكلما كانت ملائمة مع تطلعات واستراتيجيات المنظمة كلما حفزت تصرفات وسلوك العاملين بما يخدم تحقيق هذه الأهداف.
لذا فإن النظرة المعاصرة لتحليل أداء المنظمات ترتكز على فكرة مفادها أن هذا الأداء يحركه ويشكله العنصر البشري، فهذا المورد يلعب دوراً حيوياً في كافة المستويات التنظيمية، بدءً من الأعمال التشغيلية للمستويات الإدارية الدنيا وصولاً إلى الأعمال الاستراتيجية للإدارة العليا.
[1] رسالة ماجستير تم مناقشتها في جامعة الجزيرة -كلية الدراسات العليا – قسم إدارة الأعمال بتأريخ 17/8/2023 م.
للتحميل أضغط هنا